قاسم أمين وتحرير المرأة ؟

[قاسم أمين وتحرير المرأة ؟[/color]
كثيرة هي الندوات والمؤتمرات النسائية العربية التي خصصت للاحتفال بالذكرى المئوية لوفاة قاسم أمين عام 1908، والتي كتب الزميل القاص والكاتب رمزي الغزوي في مقاله يوم الأربعاء الماضي : إن مثل هذه المؤتمرات والندوات تحتفل بوفاة قاسم أمين، وليس بمولده ! ولقد أدهشني ما قرأته من كتاب الصحفي الشهير مصطفى أمين بعنوان " من واحد لعشرة " صفحة 119 ، متحدثًا عن مدى تحرير قاسم أمين لزوجته بقوله: " كانت زوجة قاسم أمين لا تكشف وجهها على "الطفلين" مصطفى وعلي أمين، - أخويّ قاسم أمين- وكانت تعدُّ لهما مائدة في غرفة أخرى. وكان قاسم أمين- زعيم تحرير المرأة- يتردد باستمرار على بيت سعد زغلول ويتناول الغداء معه ومع زوجته صفية زغلول، ولكن زوجة قاسم أمين لم تكن تحضر هذا الغداء الدوري مرة واحدة !
ويذكر الطفلان - مصطفى أمين وأخوه علي أمين - أن زوجته كانت تأتي بين وقت وآخر لزيارة صفية زغلول، وتتناول الغداء مع صفية وحدها، بينما صفية تُناول سعدًا الطعام ليأكله في مكان آخر وحده" .
وهذا الحجاب الحاجز الذي كان في "حرملك وسلاملك" بيت قاسم أمين جعلني أقول مع المثل المصري: ( أسمع كلامك يعجبني، أشوف أفعالك، أستعجب!) وهذا أثار فضولي لمعرفة ما إذا كان أحد من الرجال المتحدثين في مثل هذه الندوات الاحتفالية قد رافقته زوجته إلى ذلك المؤتمر النسوي العتيد، ومن ضمنهم العبد لله أنا ! لست أدري إذا كان هناك سبب اضطر الزوجات لعدم الحضور مع أزواجهن الذين فقعوا خطابات عن حرية المرأة ، من أجمل ما يكون ، وأعطوهن " كوتة على بياض".
وكتاب أخيه مصطفى أمين هذا، جعلني أتشجع فأطلب الأمان من النساء المؤتمِرات ، كي أقول كلاماً فيه وجهة نظر، أن الحديث عن (السفور والحجاب) مضى عليه أكثر من قرن وربع، وكانت الصحف المصرية في عام 1900 زاخرة بمقالات بعنوانات " سفور – حجاب- سفور – حجاب –" ونحن الآن في القرن الواحد والعشرين ما نزال ندور في هذا الفلك الذي مضى عليه الزمن، بينما غيرنا وصل إلى المريخ وعمم الاتصالات المذهلة بالشبكة العولمية، فقلت: " وليسمح لي المؤتمر الكريم أن أشير إلى قضية باتت تؤرق مجتمعنا الحالي، وهي أن عشرات الملايين من البنات والنساء العربيات المؤهلات للزواج، هن خارج بيت الزوجية! خاصة وأن العوامل الفسيولوجية والبيولوجية في جسد المرأة غير المتزوجة قد تجعلها نسبياً تشعر بالاكتئاب، وتحرمها من تحقيق ذاتها بالزواج والحمل والولادة وتربية الأطفال. ولهذا أقترح على تجمعات النساء بحث هذه القضية التي تُعدُّ أحد أهم قضايا المرأة العربية لهذا العصر ، وتقديم حلول لها، ومناقشة إيجابيات وسلبيات زواج رجل من زوجتين، خاصة في عصر الغزوات الظالمة التي تهب على وطننا العربي ، فتطحن رجالنا كل يوم. وهنا ضجت القاعة بضجيج الاستهجان، ورفض اقتراحي.
صمتُّ ولم يُسمح لي بالرد، ولكن جال بخاطري أن ديننا يقول: "النساء شقائق الرجال." وهذا يعني حسب وجهة نظري أن لا فضل لشق البرتقالة على الشق الآخر، ولا داعي لبحث قضايا تجاوزتها المرحلة، فالإسلام في القرن السابع الميلادي حرر المرأة، وجعل لها حقوقاً تفوق الحقوق التي أعطاها المجتمع الغربي. فلنتجاوز عصر قاسم أمين، ولنبحث قضية تؤرق نوم الملايين من العربيات الأرامل والمطلقات والأبكار المؤهلات للزواج ، دون قدرتهن على تحقيقه.
روائي أردني fahmawis@gmail.com[/color][/color][/color]
[/b]

» اللهم انصر أهل فلسطين ....... أمين